للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أن يكون البادئ بمصادمة العادة والخروج عليها. ولا بد من أن يفتح لهم البابَ رجلٌ له عقل وجرأة ووجاهة فيسير أمامهم ويمضون هم على أثره.

أما الحكومة فهي مسؤولة من وجوه: مسؤولة لأنها وضعت من سنين قليلة ضريبة على عقود الزواج لم تكن من قبل، فصار الناس يؤخرون الزواج خوفاً منها، أو يكتبون في العقد مهراً أقل من الحقيقة ليقللوا الضريبة، فيضيع بذلك حق المرأة وتنشأ مشكلات تشغل المحاكم وتزعج الناس.

ومسؤولة لأنها لم تفكر بوضع ضريبة على القادر على الزواج الممتنع عنه، ولم تقلل من راتب الموظف العزب لتزيد «التعويض العائلي» زيادة تشجع على الزواج وتكفي الموظف نفقات أسرته.

ومسؤولة عن هذا القانون الذي وضع للجرائم الأخلاقية أخف العقوبات، حتى أنه جعل جزاء الرجل الذي يزني بابنته أو بأخته شهرين! وجعل أكثر حوادث الزنا معفوة من العقاب. وقد أخذت هذا القانون من فرنسا ونسيت ما صنع بفرنسا في الحرب الماضية.

ومسؤولة عن تقصيرها في مكافحة البغاء السري مكافحة مستمرة في البيوت والشوارع والنوادي.

ومسؤولة لأنها لا تجرد هذا الجيش من المدرسين الذين يأخذون الرواتب من صندوق الإفتاء لوعظ الناس وحضهم على الزواج وتنفيرهم من الفسوق.

ومسؤولة لأنها تقيم العراقيل في طريق طالب الزواج من الجنود والشُّرَط والدرك من غير ضرورة، مع أن الزواج أوجب عليهم منه على غيرهم.

ومسؤولة لأنها لا تضع لمدارس البنات برامج خاصة، ولأنها أقرت هذا

<<  <   >  >>