للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[في نقد الإذاعة]

شرعت أكتب هذه الكلمة وما أدري: أتُنشَر أم تؤثر «الأيام» المجاملة فتُطوى ويذهب عنائي في كتابتها هدراً، لذلك أسطر فيها طرفاً مما ينبغي أن يقال، وأدع الباقي ليوم آخر.

وليثق القراء أني ما أكتب عن «الإذاعة» بغضاً بمن فيها، ولا حقداً عليها، ولكني أكتب للمصلحة العامة. وتحت يدي كتب ورسائل كثر تفيض بالشكاة المرة وبالألم والحسرة على ما انتهت إليه إذاعتنا، وتقول إن إذاعة إسرائيل لا تزال تحفز الهمم، وتشد العزائم، وتعد قومها لليوم الأسود، وتوجههم وجهة الجد والحماسة، وإذاعتنا تخدر الأعصاب بهذه الأغاني الماجنة الرخوة. وإذا هي جاوزت إلى تلاوةٍ ذكّرت السامعين بحديث: «رب تال للقرآن ...» لأنها لا تكاد تجيئنا إلا بقارئين يغنون بالقرآن غناء، ويقفون حيث لا يجوز الوقف، ويتلون آيات العذاب بالنغمات اللطاف وآيات النعيم باللحن القوي، ويقرؤون أول الآية بالقرار الخافت الذي لا يُسمع، ثم يثبون في آخرها إلى الجواب العالي الذي لا يُدرك، ومنهم من يقطع القراءة في وسط الآية ويقف عند مبتدأ لا خبر له أو فعل لم يأت فاعله ... لأن الوقت قد انتهى!

وإن أسمعتنا الإذاعة أحاديث كان أكثرها فياضاً باللحن القبيح المزري.

<<  <   >  >>