يظهر أن الأستاذ علي الطنطاوي من يوم صار قاضياً ممتازاً آثر وقار ذي السن، ومجاملة ذي المناصب، عما تعوده من قولة الحق، والصدع به. وإلا فكيف قرأ هذا المقال الذي نشره «ف. س» عما في حي السبكي واستطاع أن يملك أعصابه فلا يحركها ما فيه، وإنه ليحرك الحجر؟
إنني أقسم برب العزة أن هذا الأمر لو كان قبل عشرين سنة لرج البلد من أرجائها رجاً ولأقام ثورة ولأسقط حكومة، فماذا جرى لنا؟
وهل بلغنا من المذلة ومن فقد المروءة ومن ضياع النخوة، أن نرى المواخير وسط منازلنا، والزنا على مرأى من بناتنا، والمومسات يقمن بيننا، وأبوابنا يقرعها -ضالين- السكارى، وبناتنا يعرض لهن -مخطئين- الزناة، ولا نصنع شيئاً؟
أبلغ بنا الأمر أن نحكم بقانون يعاقب بالسجن من يسرق عشر ليرات، ولا يرى على من يسرق العرض من عقاب؟ حتى الذي يزني ببنته أو أمه، بحبس شهرين؟
لا، إننا لا نطلب أن نغسل النجس بالنجس، ونطفئ النار بالنار، ونحارب الشر بالشر، فنقر الزنا (وهو رأس الآثام) ونفتح له داراً. لا، إن