للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[أناشيد]

قرأت في «الأيام» أمس في باب «جلسة المجلس النيابي» نبأ عريضة للعلماء يحتجّون فيها على الإذاعة لأنها أبطلت ما سمّوه بالأناشيد الدينية، وقد كانت تذاع بعد صلاة الجمعة. فرأيت من الواجب عليّ بيان حقيقة الأمر في نظر الإسلام، والإسلام ليس فيه أكليروس، وليس لأحد وحده حق التكلم باسمه، بل إن لكل مسلم عَرَف دليل مسألة أن يردّ فيها على علماء الأرض لو قالوا بعكسها بلا دليل.

والحقيقة أن هذه الأناشيد ليست دينية، ولا أصل لها في الإسلام، وأن أكثر ما كان يذاع منها نصفه كفر وشرك لأنه سؤال المخلوق مما لا يقدر عليه إلا الخالق، ونصفه قلة أدب مع الرسول لأنه تغزّلٌ به صلى الله عليه وسلم وذكرٌ لجماله وعيونه ودلاله وطلب لوصاله. ولو قيل مثل هذا «العَلْك» لمدير ناحية أو لرئيس مخفر لعدّه وقاحة وأمر بصاحبه إلى السجن أو مستشفى المجانين، فكيف يقال لسيد الخلق؟ ثم إن ألفاظه عامية مبتذلة، وأنغامه رخوة مخنثة.

والحق كان مع الإذاعة في إلغائها، وليس مع العلماء المحتجين على إلغائها ذرة من الحق، وهذا كلام لي عليه من الأدلة الشرعية ما لا يقبل نقضاً ولا رداً.

***

<<  <   >  >>