كلمة اليوم للمصلين ... للمصلين الذين يحسبون الصلاة حركات رياضية؛ فهم لا يهتمون إلا بقيامها وقعودها وركوعها وسجودها، أو يظنونها تمرينات لسانية؛ فلا يعنون إلا بتكرار ألفاظها، مع أن الصلاة (التي جعلها الله ركن الإسلام والتي تنهى عن الفحشاء والمنكر) هي شيء آخر وراء الركوع والسجود والتلاوة والتسبيح. هذا كله هو جسم الصلاة، ولا يعيش الإنسان بلا جسم ولا تصح الصلاة بغير الحركات والألفاظ، ولكنها إن اقتصرت عليها كانت جسماً بلا روح، وكانت صلاة ميتة. ومتى كان للميت جناحان يطير بهما حتى تصل هذه الصلاة إلى أبواب السماء؟
الصلاة التي أرادها الإسلام أن يتصور المسلم أنه داخل على الله وقائم بين يديه، وأنه ترك الدنيا كلها وراءه، وأن الجنة بملذاتها وحورها عن يمينه والنار بويلاتها وزبانيتها عن شماله، وأن الصراط أمامه، والكعبة نصب عينيه، ويتصور أنه مقبل على حضرة الله، فيهون عليه هذا كله: الجنة التي يرجوها، والنار التي يخشاها، والكعبة التي يستقبلها، والدنيا التي يستدبرها، في جنب الله؛ لأن الله أكبر منها ومن كل شيء. وتمتلئ نفسه شعوراً بعظمة الله ولا يبقى فيها إلا خشيته وهيبته، فيقول من أعماق قلبه لا من طرف لسانه:«الله أكبر». وكلما وسوس له الشيطان بخاطر في الصلاة أو داخلته