للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[بلى، لدينا أدب ولدينا أدباء]

من بضع عشرة سنة كتبت في «الرسالة» مقالة عن «الحركة الأدبية في دمشق» قلت فيها إن في دمشق أدباء ولكن ليس فيها أدب، وقد كانت هذه المقالة موفقة من الوجهة الصحفية لأنها فتحت باباً كتبت فيه مقالات تملأ كتاباً عن الحركة الأدبية في العراق وفلسطين والحجاز ولبنان وتونس والمغرب الأقصى، وما لا أذكر الآن من البلدان.

ثم عدت فكتبت مثل ذلك في «المكشوف»، وأنكره عليّ رجال ناوشوني وناوشتهم، وكان بيني وبينهم معارك كان من سلاحها المنطق والدليل والسلاطة والشتيمة وطول اللسان، وأحسب أني كنت المجلي السابق في ذلك كله، ولا فخر!

وبقيت على هذا الرأي حتى ورد عليّ اليوم هذا الكتاب فأزالني عنه، وأظهر لي فساده، وأثبت لي أن في الشام أدباء وأن فيها أدباً. ولست أنشر هذا الكتاب لأن صاحبه قد مدحني، فأنا (مهما بلغت من الأخذ بفضيلة التواضع) أرى أني لا أستحق هذا «المدح» ... ولكن أنشره لأن فيه «شعراً» جديداً على أتم ما يكون التجديد، مبتَكراً على أكمل ما يكون الابتكار،

<<  <   >  >>