في كل يوم شكوى جديدة من انتشار البغاء، وكثرة المواخير وبيوت الخنا، ومع كل شكوى دعوة إلى إعادة فتح ذلك (المحل ...) كأن المسألة ليست مسألة فضيلة ورذيلة، ولا قضية أمة يحييها الزواج الذي يقيم البيوت على تقوى وينشئ الأولاد على صحة وطهر ليكونوا لهذه الأمة عماداً لها في سلمها وجنوداً لها في حربها، ويقتلها الزنا ويخرب بيوتها ويضيع عليها بنيها ويذهب بسوادها ويبث فيها الأمراض؛ أمراض الجسم وأمراض الروح، وإنما هي قضية «محل» يفتح ويغلق!
يقولون: ماذا يصنع الشباب إن لم نفتح لهم محلاً؟
يتزوجون! هذا هو الجواب الطبيعي، أما المحل ... فلماذا لا تفتحون للصوص الأموال «محلاً عمومياً» تسيّبون فيه البضاعة التي يتهاون أصحابها بحفظها وتقولون لهم: تعالوا اسرقوا من هنا، ولكن لا تسرقوا البيوت؟
لماذا؟ ألأن الأموال أثمن من الأعراض، ولأن الذي يتخذ حذاء آخر وحماره يكون سارقاً مجرماً، والذي يسرق من بنت المحل أثمن ما تعتز به البنات ويتركها من بعده محرومة من دفء البيت، وحنان الأسرة، وجمال الأمومة، وفتون الحب، ويصيرها متعة لكل مستمتع، تشقى بهم ويسعدون بها، وتألم ويتلذذون، وتجبر ويختارون، وتعطي ويأخذون ... الذي يعمل