للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وظِّفوا الأصلح

أحب أن أرجع اليوم إلى هذه الكتب التي سماها أعداؤنا الكتب الصفراء لينفروا منها شبابنا ويصرفوهم عنها، لا حباً بهم بل خوفاً منها؛ فهم يعلمون أن في هذه الكتب ثروة لا تفنى من الفضائل والقوى، وهم لا يريدون أن تقوى. وفيها أقوى الدوافع إلى اليقظة والجهاد، وهم لا يحبون أن نتيقظ ولا أن نجاهد.

في هذه الكتب قاعدة من قواعد ديننا اشتمل عليها هذا الحديث الجليل؛ هي أن من ولى أحداً أمراً عاماً من أمور المسلمين، وفي الأمة من هو أصلح له وأقدر عليه، فقد خان الله ورسوله وجماعة المؤمنين. أي أن الحاكم الذي يعين موظفاً في وظيفة من الوظائف قبل أن يفتش ويبحث وينظر هل في الأمة من هو أصلح لها منه (وقبل أن يعلن الأمر ويدعو الراغبين فيها الصالحين لها إلى المسابقة) والذي يجعل من أسباب الترجيح والتقديم القرابة والصداقة والرابطة الحزبية .. والمنتخِب الذي ينتخب للنيابة رجلاً وفي المرشحين من هو أحسن منه .. والرئيس الذي ينتقي للوزارة رجلاً وعنده من هو خير منه .. كل أولئك ينطبق عليهم هذا الحديث.

والمسلم ليس الذي ينطق بالشهادة ويصلي ويصوم ويحج فقط، بل الذي يكون في أخلاقه ومسلكه متّبعاً ما جاء به الإسلام، واقفاً عند أمره

<<  <   >  >>