للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[العلاج حق للناس]

هل يسمح لي القراء أن أتحدث اليوم عن نفسي؟

إن فيكتور هوغو كان يقوله: "إذا أنا وصفت آلامي في الحب وصفت آلام كل محب"، وأنا في كلامي اليوم عن نفسي أتكلم عن كل موظف مثلي.

أنا مريض أُملي هذه الكلمة وأنا في الفراش، ومرضي من حصاتين في الكليتين لا بد لهما من عمليتين، ولكني لا أقدر عليهما. لا لخوفي منهما بل لعجزي عن دفع نفقاتهما؛ لأن الراتب لا يكاد يجيء بالطعام واللباس والمسكن، فمن أين آتي بهذه النفقات التي تعدل رواتب خمسة أشهر؟

هذا وأنا قاضٍ، ومرتبتي عالية، وراتبي كبير. فماذا يصنع الموظفون الصغار؟ وماذا يعملون إذا اضطروا إلى عملية لهم، أو لولد من أولادهم، أو تعسر الوضع على واحدة من نسائهم ولم يكن لها بد من الجراح، أو قدّر الله عليهم الأمراض والأدواء، وحكّم فيهم الصيادلة والأطباء؟

أما فكّر فيهم من وضع قانون الموظفين؟

إن في بلاد الناس مستشفيات حكومية للموظفين يجدون فيها هم وأولادهم الراحة والعلاج، وإن هم احتاجوا إلى ما ليس فيها، أدخلوهم غيرها من المستشفيات الخصوصية على نفقة الحكومة، وأنا طلبت «سلفة»

<<  <   >  >>