للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[تشابه أسماء]

كثيراً ما يحمل شخصان اسماً واحداً فيُظنان شخصاً واحداً، وتكون من ذلك قصص طريفة وأخبار، منها ما وقع من أسبوعين حين جاء الناس يعزونني بالصديق الحبيب أنور العطار أطال الله حياته لأن سَمِيّه توفي رحمه الله، ومنها أن الطالب محمد البزم دعي مرة إلى جلسة المجمع مكان الأستاذ محمد البزم، ومنها أن الأستاذ الشيخ صبحي الصباغ تلقى مرة إنذاراً شديداً موجهاً إلى رجل في الحي اسمه صبحي الصباغ.

ومنها، ومن أعجبها، أني عرفت من أيام أن قاضي دمشق يحمل اسماً مثل اسمي ... وأن الناس يظنون أني وإياه شخص واحد ويحسبون أن علي الطنطاوي القاضي هو علي الطنطاوي الذي يكتب هذه الكلمات، ولا يزالون -لذلك- ينقدون ما أكتب، ويعترضون سبيلي، ويضايقونني. فإن أشرت إلى الحب قالوا: "وهل يكتب القاضي في الحب؟ "، وإن قسوت في نقد قالوا: "وهل يسب القاضي الناس؟ ". ولا يزالون يلقاني الواحد منهم في الطريق، أو يجاورني في الترام، فيحدثني حديث المحكمة ويكلمني في قضاياها. يظن أني القاضي، فيستغل لطفي ... ورقتي ... مع أني سمعت أن القاضي الذي يحمل اسمي رجل جاف الوجه -والعياذ بالله- جافي الطبع، ماضي اللسان، لا يقبل شفاعة ولا وساطة ولا سبيل إلى «التفاهم معه» ...

<<  <   >  >>