للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نظامٌ يحتاج إلى إصلاح

نحن نشكو دائماً من كل شيء، ونطلب الإصلاح الشامل الكامل، فإذا لم يتم دفعةً واحدة (ولا يمكن أن يتم) لم نصنع شيئاً، مع أن المعقول أن نباشر بالإصلاح الجزئي، وأن ننزع حجراً حجراً من هذا البناء المتداعي ونأتي بأحجار أمتن وأقوى.

وقد سقت هذه المقدمة الطويلة المملة لئلا يقول أحد إن هذا الرجل يتكلم عن المختارين والبلاد تتكلم عن الوزارة والأزمة الوزارية. سقتها لأقول بأن الإصلاح لا يبدأ من فوق؛ من الشرفات والقباب، ولكن يبدأ من تحت؛ من الأساس والدعائم.

ونظام المختارين -الذي يُعمل الآن على تعديله- أسخف نظام وأغربه، وأبعده عن روح العصر ومطالب الزمن.

المختار -سواء أكان معيناً تعييناً كما هو الآن، أم منتخباً انتخاباً كما يريدون أن يكون- رجل لا يكون على الغالب إلا عامياً، لا يشترط فيه علم ولا دراسة ولا سن، وليس فوقه مراقبة فعليه، وليس لعمله أسلوب واضح، وهو -مع ذلك- المؤتمَن على أعراض الناس وأموالهم وأخلاقهم! من أراد أن يتزوج احتاج إلى تصديق المختار والإمام، ومن أراد أن يطلق، ومن شاء أن يبيع عقاراً، ومن ابتغى أن يدخل وظيفة، ومن ماتت له بنت أو وُلد له

<<  <   >  >>