رجعت الآن من جنازة الزميل الشيخ عادل العلواني وقعدت لأكتب هذه الكلمة وأنا لا أزال مشدوهاً مقسم الذهن لا أكاد أصدق أنه مات ولا أدري ماذا أكتب عنه!
ما الذي تسعه هذه الزاوية الصغيرة من إخاء عشرين سنة؟
ماذا أقول عن الرجل الذي عرفته رفيقاً في كلية الحقوق جنبي في المقعد إلى جنبه، ثم عرفته قاضياً في المحكمة الشرعية قاعتي مقابل قاعته، والذي رافقته أمداً يملأ حديثي عنه تاريخاً؟ إني والله لا أدري ماذا أقول، فاعذروني؛ فإني لا أزال في روعة الصدمة الأولى!
ولقد سمعت الناعي في الهاتف يقول لي: إن الشيخ عادل قُتل، فما صدقت، وحسبتها مزحة ثقيلة، وما ظننت أن من الممكن أن يُقتل قاضي دمشق وسط دمشق. وغدوت أسأل فإذا الخبر صحيح، فذهبت إلى الدار أدبر أمر الجنازة، فلم أرَ في الدار إلا امرأة حيرى، وأطفالاً تسعة أيتاماً، وإذا القاضي الذي كان مستوراً بالتجمّل لم يخلف بعده ما يكفي لإيصاله إلى القبر.
ولقد يكون في هذا الذي أقول إيلام لأسرة الفقيد، ولكني أقوله بإكبار وإعجاب، وأحنى هذا الرأس -الذي ما انحنى قط لغير الله- أمام