كنت أكتب كلمة اليوم حين جاءتني الجريدة الصباحية، فوضعت قلمي، وأخذت الجريدة، فوجدت فيها مقالة طويلة عريضة ووجدت صاحبها يقول (بهذا النص): يا أيها الآباء، لا نريد التزوج من بناتكم!
- لماذا؟
قال: لأن الآباء يطلبون مهراً وجهازاً وهدايا.
هذه الأغنية التي صارت مثل أغنية الشيطان، هذا الكلام الفارغ المردد الذي لا معنى له ولا حقيقة فيه، لأنه إذا كان في الآباء حمقى يظنون حين يأتيهم الخاطب أنه قد جاءهم المشتري، فتغلب عليهم خلائق التجار، ويحسبونها صفقة بيع وشراء، فإن في الآباء من لا يطلب إلا الزوج الصالح الكسوب الذي يسعد بالمرأة وتسعد به المرأة. ولو أن كل شاب خطب بنتاً من طبقته، وصاهر ناساً من أمثاله، وطلب من يعدله في المال ويقاربه في المعيشة ويوافقه في فهم الحياة، لما كان لهذه الشكوى أثر.
لا تريدون التزوج ببناتنا ... أنتم أحرار، ولكنا نحن أحرار، ونحن لا نريد أن تفسدوا بناتنا، ولا أن تغروهن بالخطيئة، ولا أن تخالطوهن ولا أن تكلموهن. فإذا قبلتم، فإن الله الذي أغناكم عنا يغنينا عنكم. أما إذا كنتم لا