لا أزال أسمع ممن يحسن الظن بي قولهم أني أجيد الوصف وأن لي قدماً في هذا الباب من أبواب الإنشاء، وكنت -لطول ما أسمع ذلك منهم- أكاد أصدق قولهم، حتى كشف الله لي اليوم عن الحقيقة فعلمت أن ذلك المقال مجاملة وإيناس، وأني في الوصف من أعجز الناس ... علمت ذلك لما رأيت هذه الصورة التي يعلن بها عن فلم «البطل».
ولما حاولت أن أصفها لمن لم يرها، وأن أبين عن مبلغ ما عراني من الاشمئزاز و (القرف) لما رأيتها ... صورة هذا المهرج إسماعيل ياسين وهو مغمض العينين، محني الرأس، مفتوح الفم، ممدود الشفتين كأنه مجذوم مائل الشدق أو مجذوب سائل الريق ... وفي يديه الشيء الذي جذب لبه، وأخذ قلبه: حذاء امرأة!
فإذا كان هذا هو الإعلان فكيف يكون الفلم، وإن كان هذا هو العنوان فكيف يكون المكتوب؟
أي إهانة للذوق، وطعنة للرجولة، وإفساد لقلوب الشباب!
وإذا كان هذا كله من أجل الحذاء، فماذا يصنع إذا رأى ما في الحذاء، وما فوق الحذاء؟ ويسمونه فلم «البطل» احتقاراً للبطولة، وسخرية