للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[موازين الحق]

في سيرة عمر بن عبد العزيز: أن عمر كان ينهى سليمان بن عبد الملك عن قتل الحرورية (أي الخوارج)، ويقول: ضعهم في الحبس حتى يحدثوا توبة. فأتي سليمان (وهو الخليفة) بحروري مستقتل، فقال له سليمان: إيه؟ فقال: نزع الله لحييك يا فاسق يا ابن الفاسق. فقال سليمان: عليّ بعمر بن عبد العزيز. فلما أتاه عاود سليمان الحروري فقال: ما تقول؟ قال: وماذا أقول يا فاسق ابن الفاسق؟ فالتفت سليمان إلى عمر وقال: يا أبا حفص، ماذا ترى عليه؟ فسكت عمر. فقال: عزمت عليك لتخبرني. قال عمر: أرى عليه أن تشتمه كما شتمك.

هذا وسليمان أمير المؤمنين والحاكم المطلق فيما ندعوه اليوم بجمهورية سورية، ولبنان، والأردن، وفلسطين، والعراق، وإيران، والأفغان، وأرمينيا، والباكستان، ومصر، والسودان، وبرقد (١)، وتونس، والجزائر، ومراكش، وإسبانيا، والبرتغال، والسعودية، واليمن ... وبلاد أخرى لعلي نسيتها. كان له وحده الأمر والنهي فيها، والعطاء والمنع، وكان سيد العالم وأعظم ملوك الأرض، يشتمه ثائر وقح أقبح الشتم، فلا يرى عمر عقوبة له إلا أن يرد الخليفة الشتيمة عليه، وحكومتنا (حفظ الله حكومتنا) إذا كتبت جريدة تنكر


(١) وهي ليبيا (مجاهد).

<<  <   >  >>