للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[علاج للرذيلة]

قال لي صديق: أرأيت إلى هذه البيوت الآثمة التي يجري فيها الفحش السري خلال بيوت الأشراف، والتي طالما شكوتم منها فلم يسمع منكم أحد؟

قلت: نعم، فما عندك؟

قال: لقد كان في حينا واحد من هذه الدور، ملّت ألسنتنا من الشكوى منه، وكلّت أرجلنا من التردد من أجله على الوزارات، حتى كدنا نيأس ونقعد عن إنكاره، فيلعننا الله كما لعن بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم، أو نغضب فنبطش ونضرب، فأنقذنا منه الشيخ «فلان» على أيسر حال.

قلت: وكيف كان ذلك؟

قال: خبّرناه بحال تلك الدار، فأمر بكرسي فنصب له أمامها ساعة يؤمها قاصدوها من الفجار (وأنت تعلم هيئة الشيخ وهيبته، وسنه ووقاره) ورآه قوم من الوجوه ومن العلماء فسلموا عليه، فدعاهم وأقام لهم كراسي فقعدوا معه. فكان الشاب الذي يريد الدخول يرى القوم، فيستحي ويعود، ومن اقتحم ولم يبالِ حياه الشيخ أطيب تحية، ودعاه فوعظه ألطف وعظ،

<<  <   >  >>