للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ونصحه أرق نصيحة، وبيّن له قبح الفاحشة وما توعد الله به أهلها. وما يزال به حتى يستل شهوته من قلبه، ويملأه إيماناً بالله، وخشية منه.

وأقام على ذلك الحال ثلاث ليال، ضج فيها أهل المنزل، ورأوا أنها انقطعت أرزاقهم. فأمر الشيخ لهم بعطية وهدية، وأحسن إليهم، وعطف عليهم، فكان من ذلك أن تابت صاحبة المنزل وأقلعت، وتزوج بناتها اللائي كن عندها شبابٌ اختارهم الشيخ، أو سافرن إلى أهليهن بعدما ملأ الشيخ بالمال أيديهن.

قلت: إنك تمزح أو تتخيل.

قال: لا. أحلف لك، لا أقص عليك إلا ما كان.

قلت: فمن أين أتى الشيخ بالمال؟

قال: منه، ومن كرام الحي وأغنيائه؛ فتحوا له صناديقهم وقالوا له: "اغترف منها ما شئت". والناس لا يضنون بالمال للخير، بشرط أن يبلغ محله، ويؤتي ثمرته.

***

<<  <   >  >>