للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[شجعوا الزواج]

كادت تجمع الكلمة على أن العلاج لهذا الداء الفتاك الذي أصاب الأخلاف في هذا البلد هو الزواج.

ولكن طالب الزواج يلقى دونه عوائق تقطع طريقه عليه، وتمنع وصوله إليه. وأكثر هذه العوائق من صنع الآباء، وأقلها من عمل الحكومة.

أما الآباء فهم بإهمالهم تربية البنات، والقيام عليهن، وتنشئتهن على الكرامة والعزة والإيمان بالنفس، أولاً .. ثم بطلب المهر الضخم، والتقيد بهذه العادات السخيفة في الخطبة (الكتاب) والعرس والهدايا والجهاز، إنهم بهذا يمنعون البنت من دخول بيت الزوجية، ويدفعونها دفعاً (من غير قصد منهم) إلى ولوج أبواب الفساد. فالأب هو المسؤول الأول عن هذا الانهيار الأخلاقي الذي عرانا، وأنا ما فتئت -من أكثر من عشرين سنة- أدعو في خطبي ومقالاتي إلى تقليل المهر المعجل ترغيباً في الزواج وزيادة المهر المؤجل ترهيباً من الطلاق، وإلى التحرر من قيود هذه العادات التي لا معنى لها ولا جدوى منها إلا أنها تخرب بيت الخاطب وبيت المخطوبة وتدخل الفساد على موازنات خمسين أسرة تدعى نساؤهم إلى العرس فتُشترى له الثياب الجديدة الغالية التي لا يحتاج إليها لولاه. والناس جميعاً يرون في هذه الدعوة خيراً ونجاحاً ودرءاً لمفاسد كثيرة، ولكن كل واحد منهم يخاف

<<  <   >  >>