سمعت عبد الوهاب (الذي يعدونه أكبر مغنّي العرب اليوم) يردد من الإذاعة أغنيّة يكاد لحنها ينكبّ على وجهه من الضعف، ويدخل بعضه في بعض من التخاذل، يقول فيها:"الدنيا سيكارة وكاس".
إي والله، أحلف لكم لتصدقوا. ويرددها لتستقر في الأذهان؛ أذهان الصغار الخالية التي تنتظر كل ما يُلقى إليها ليستقر فيها، أذهان أبنائنا وبناتنا، ثم يعطي الحكم في الصاحين العاقلين بأن لهم الويل:"ويل لمن ليس له كاس، يا ويله، يا ويله"! يقول الإسلام: "الويل للشاربين"، ويقول هذا الفاجر:"الويل لمن لا يشرب"، ويعلن ذلك في مصر المسلمة، بلد الأزهر الشريف.
الدنيا سيكارة وكاس! أهذه الدنيا؟ وأين دنيا المكارم؟ وأين دنيا البطولات؟ أننهض هذا الشعب، ونحاول أن نثير في دمه إرث الماضي، وفي نفسه ذكريات النصر، وفي رأسه العقل النيّر الحرّ، ليحرر أرض الوطن الأكبر من أوضار إسرائيل وأرجاس الاستعمار، ويقيم صرح المجد، ويسترد من الدهر الدَّين الذي دِنّا به التاريخ، حتى يصل اليرموك وحطين بالمعركة المرتقبة في تل أبيب، ويرجع عهد الوليد والرشيد ... أنصنع هذا كله بسيكارة وكاس، يا أيها الناس؟!
سيقول قوم: وماذا يؤثر هذا الهراء في النفوس، إن هي إلا أغنية نستمتع