(٤) الراتب، ولا شيء إلا الراتب، ولو كان الراتب لا يكفي ثمن الخبز. ولو كانوا مرهقين بالأعمال التي تكسر الظهور وتعمي العيون، ولو لم يذوقوا معشار هذه الرعاية التي يلقاها موظفو الخارجية!
أما بدل الملابس فليس لهم لأن المفروض أن يجيئوا إلى دوائرهم بالقميص واللباس، ولا مخصصات سكنى وأثاث لأنهم ينامون في الشوارع على التراب، ولا مخصصات تداوي لأنهم من عناية الحكومة بهم لا يمكن أن يمرضوا، ولا مخصصات دفن لأنهم يُلقَون -إن ماتوا من الغيظ- على سفوح قاسيون لتأكل أجسادهم الطيور ...
أفليست هذه هي طريقة أبي حية؟ ولكن أبا حية النميري- يا سادتي- كان معدوداً مع الحمقى!