للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ونحن لا نريد أن نظلم أحداً؛ فقد أذهب الله عهد الجاهلية وحرم الظلم، ولكنا لا نريد أن نكون كعير الحي، ولا الوتد، ولا الشاة بين أنياب الذئب. إننا نحب أن نتأدب بأدب القرآن الكريم؛ جل من أدب، ونأخذ بقول الله عز وجل تقدس من قول: {ومَن اعْتَدى عَلَيكُم فاعتَدُوا عليْهِ بمثلِ ما اعْتَدى علَيْكُم}. من ضربكم بالمدافع فاضربوه بمثلها، لا تضربوه بالكلام. ومن أخذ الإبل فاستردوا منه الإبل وأدّبوه، لا توسعوه شتماً (وأودي بالابل)!

وإن صادر اليهود أموالكم فصادروا أنتم أموال اليهود، وإن طردوكم من منازلكم فاسترجعوا أنتم -على الأقل -هذه المنازل، واطردوهم منها كما طردوكم

{وأَعِدو لهُمْ مَا اسْتَطَعتُم مِنْ قُوَّةٍ} ... صدق الله العظيم. ودعوا الكماليات، ووفروا المال، واشتروا السلاح، وانشروا نظام الفتوة، وافتحوا معسكرات التدريب. دربوا الرجال على القتال، وعلموا النساء اتقاء الغارات، اجعلوا البلد كلها ثكنة كبيرة.

الآن، وضعتم أقدامكم على الطريق، فسيروا قدماً، فإنه -والله- ما خنس اليهود وأبلسوا، ولا كان هذا القرار الرباعي، إلا لأنكم أفهمتم الدنيا إنكم مستعدون للضرب، وأنه مضى عهد الكلام.

إن اللغة التي يفهم بها البشر اليوم هي لغة المدفع، والحق على شفار السيوف وحد الأسنة، لا بأطراف الألسنة ولا بصحائف الكتب ...

فلا تتكلموا بعد اليوم إلا بلغة المدفع!

***

<<  <   >  >>