فماذا جرى اليوم حتى فسد الميزان، وانقطع النظام، واضطرب الصف، وتبدلت مقاييس الرجال؟ ومالي لا أرى للوزير اليوم في نفسي مثل الهيبة التي وجدتها للمسيو صالح؟
فهل تبدل نظري وضعف حسي، أم كان معلم الأمس أعظم من وزير اليوم؟
وما للوزارة سهل طريقها، وفتح بابها، حتى صار الوصول إليها أهون من الوصول إلى منبر التدريس أو قوس القضاء، أو مكتب رئيس الديوان ومساعد المحكمة؟
ما للكهول من رجالات البلد انصرفوا عنها، وزهدوا فيها، وآثروا الاضطجاع في حمى المدافئ وشرب القهوة والشاي والتسلي بأحاديث الماضي عن الاهتمام بأمور الأمة في أخطر عهد عرفه تاريخها؟