للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سمعت -أقسم بالله- أمس طفلاً لا يكاد يبين معه الكلام، ولم يتعلم بعد النطق، يردد: ياوازلفيو (يا عوازل فلفلوا) ... هذه ثمرة من ثمرات الإذاعة التي تكلف الأمة ثلاثة آلاف ليرة كل ليلة!

ولماذا لا تنشر في الناس الكراسات، وفي الصحف المقالات، وفي المذياع الإذاعات، تعلمهم كيف يتقون الهلاك إن كانت غارة؟

أنا لا أدري إن كانت غارة ماذا أصنع: هل أبقى في البيت أم أخرج إلى الشارع؟ وهل أقوم أم أنبطح على الأرض؟ فمن أين أتعلم ذلك: من القانون المدني أم من كتاب البيان والتبيين؟!

أيها الحاكمون:

إن عندكم شعباً يريد أن يعمل، يريد أن يجاهد، فلا تصبوا على جمرة حماسته كأس ماء؛ فإنكم لا تجدون كل يوم مثل هذه الحماسة!

متى كنتم تجدون طلاباً يطلبون أن تخرس هذه الأفواه التي تغني في الإذاعة الأغاني الرخوة المائعة الفاسقة، لتنطلق من الحناجر أناشيد الجهاد والجلاء؟ متى كنتم تجدون طلاباً يطلبون أن تقطع الأيدي التي تعرض هذه الأفلام الداعرة الفاجرة، وأن نستبدل بهز البطون هز الأعلام، وبتحريك الأفخاذ تحريك البنادق؟ متى كنتم تجدون طلاباً يتركون لذائذ الشباب، ومغريات الشباب، ليصيروا جنوداً للوطن يشتغلون بصناعة الموت؟

يا أيها الحاكمون أنتم وحدكم الآن المسؤولون!

***

<<  <   >  >>