للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وتماسكاً؟ وأنها ستقوم في الشرق دولتان إسلاميتان عظيمتان فيهما مئة وخمسون مليوناً هما أندونيسيا والباكستان؟ وأن أمم الإسلام ستتعارف وتتدانى ويكون لها مؤتمر إسلامي يضم مصر والباكستان، وسورية والأفغان، والعراق وإيران، وأندونيسيا وسيلان، والمغرب والسودان، واليمن وتركستان، وغير هذه من الدول؟ وأن المسلمين غدوا كالجسد الواحد، تتألم الشام لمصاب مراكش، وتهتم الباكستان بقضية مصر، وتجزع دنيا الإسلام من «تهنيد» كشمير جزعها من «تهويد» فلسطين؟

فيا أيها الناس: لا تيأسوا؛ إننا نمشي إلى خير. إنها لا تزال في الأرض الأوحال، وفي السماء السحب، ولكنها أعقاب الشتاء، قد أقبل الربيع.

إنه قد طلع الفجر فلا تخشوا بقايا الظلام على حواشي الأفق. إننا كصاعد الجبل ننظر إلى الحفر تحت أقدامنا والذروة من فوقنا، فنشكو بعد الغاية، وصعوبة المرتقى، وحق لنا الشكوى. ولكن لننظر وراءنا لنرى كم قطعنا من الجبل، إننا ماشون إلى الأمام، وكل من مشى على الطريق وصل.

وإني لأرجو ألا أموت حتى أرى جامعة الدول الإسلامية قد صارت حقيقة، وأن أحكام الإسلام قد غدت قانوناً، وأن عز الإسلام قد رجع، وأن السماء قد صفت وانقشعت عنها هذه الغيوم؛ غيوم التفرق والانقسام، وإسرائيل والاستعمار، وما يؤذي الأخلاق من الفسوق، وما يؤذي العقيدة من النحل الخبيثة والمذاهب المنحرفة.

فيا دعاة الإصلاح، يا جند الإسلام، سيروا إلى الأمام مطمئنين.

***

<<  <   >  >>