وخفت أن يسري هذا الداء إلينا فنقيم التماثيل قبل أن نفتح المدارس وننشئ المشافي ونوسع الطرق وننظف الأرض، وأن ننسى أن الضروريات قبل الكماليات وأن من كان يمشي بلا بنطلون لا يتخذ ربطة عنق من الحرير، وأن الجائع الذي لا يملك إلا (فرنكاً) لا يشتري به كف شكلاتة وإنما يشتري به رغيف خبز. وأن تخليد العظماء يكون بإنشاء المشافي بأسمائهم والمدارس والملاجئ قبل إقامة التماثيل التي لا تشفي المريض، ولا تعلم الجاهل، ولا تؤوي المشرد المسكين. وأنه ليس في الدنيا تمثال خلد اسم صاحبه كما خلد الوقفُ اسمَ نوبل والمعهدُ اسمَ باستور والأمويُّ اسمَ الوليد والمستشفى اسمَ نور الدين والتكيةُ اسمَ سليمان.
أفهذه الآثار التي تنفع البشر خيرٌ أم نحت تمثال من الحجر.