طولها ثلاثون متراً في كل شبرين منها صحن حلو من مطعم الأمراء مرصوص رصاً كأنه البناء المشيد، لا يقل ثمنه عن خمس وثلاثين ليرة ... وها هي ذي إنكلترا لا تزال إلى اليوم تعيش على نظام الجراية وتحشد كل ما تستطيع من جهود وقوى لزيادة التصدير، ونحن لا نزال نتسابق إلى استيراد ما ينفع وما لا ينفع، ونتفنن في وجوه البذخ والتبذير، حتى صارت الالآف من نساء أغنياء الحرب في بلادنا والوارثين وكبار الموظفين تلبس -بيقين- أثمن وأغلى مما تلبسه ملكة بريطانيا العظمى!
فكانت النتيجة أن ضاع (أو كاد يضيع) كل ما اكتسبناه أيام الحرب، ونزلت أثمان أسهم الشركات التي ألّفناها، وقلّ المال في أيدينا. وأوشك أن يصير مثلنا ومثل الإفرنج كذلك الذي ركب في المسعى بين الصفا والمروة حيث يمشي الناس فأذله الله حتى مشى على جسر بغداد حيث يركب الناس.
وهذا خطر على أموالنا تستطيع الحكومة أن تدرأه عنا حين تمعن في إنجاز مشروعاتها الإصلاحية، وحين تعلم الناس أن يقلدوا الإفرنج (إذا قلدوهم) في مثل هذا، لا في اللهو والإلحاد والمذاهب الهدامة والعادات المؤذية.