للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أفهي أعلم علماً وأحذق فناً؟ إن في بناتنا المتعلمات الحاذقات حاملات الشهادات، وأكثر من عرفنا من الأجنبيات لا علم عندهن ولا فن، وما رأينا فيهن مدام كوري ولا كونتس دوناي.

أفهي أطوع للزوج وأخلص له؟ إنه ليس في نساء الدنيا كلها -بلا استثناء- من هن أشد طاعة للزوج وإخلاصاً له من نسائنا.

فلماذا إذن يتهافت الشباب على نساء الأجانب؟ ألأن إنكلترا وأميركا أقوى منا وأغنى وأسبق في طريق الحضارة، وأن من تزوج بنتاً من هناك صار -بالمصاهرة- قريب تشرشل ونسيب ترومان، وصار له في البيت الأبيض مكان؟! أم لأن المولودة في أوربا وأميركا كالبضاعة الأصلية والمرأة العربية كالبضاعة المقلدة؟!

إن الزواج بالأجنبيات جريمة وطنية، وإفساد للنسل، إذ كيف نحارب دسائس هذه الدول ومطامعها في بلادنا إذا كان بناتها هن ربات بيوتنا وأمهات أولادنا؟ وكيف نضع في نفس الولد أن أميركا -مثلاً- عدوتنا لأنها تنصر اليهود علينا، وأن إنكلترا هي خصيمتنا لأنها تلعب بنا وتسخرنا لغاياتها ولا تزال عادية على استقلال بعض أقطار وطننا الأكبر، وأن روسيا هي ضدنا لأنها تريد (إن غلبت على أرضنا) أن تسلبنا ديننا وإيماننا وحريتنا وتقيم بيننا وبين الدنيا سداً من الحديد، كيف، إن كانت أم هذا الولد أميركية أو إنكليزية أو روسية؟ هل يمكن أن نكرّه إليه أمه حتى يبغضها؟

إن كل بنت أجنبية تدخل البلد تزاحم بنتاً من بناتنا وتزيد الكساد، وتنقص الزواج وتنشر الفساد، أفلا يكفينا ما نجده من كساد البنات، ومن رواج الفحش؟

وإذا كانت الحكومة ترى أن من الواجب عليها حماية منتجات الوطن

<<  <   >  >>