أنا لا أعرف إلى اليوم من هو المتحدث، ولا أريد أن أقف عليه أو أعرّض به. إنما أريد أن أنذر هذه الأمة خطراً داهماً سيهوي بالثقافة إلى قرارة واد عميق كما هوى بالأخلاق، وأن أعلن أن كل ما بنيناه من مطلع فجر هذه النهضة (من خمسين سنة) يوشك أن ينهار، وأنها ما دامت مناصب التدريس في الجامعة وفي غير الجامعة تنال بالشهادات ولو كانت شهادات زور لا علم معها، وكان الأستاذ يلهو قبل الشهادة في فرنسا أو أميركا ويلعب ثم يأتي بها، وكان يلهو بعد الشهادة ويلعب ويعتمد عليها وحدها، وما دام لم يقبل على العلم صغيراً ولم يشتغل به كبيراً .. فكيف يصير عالماً وكيف يخرّج علماء؟
إن كل ما بنته النهضة ينهار فتداركوه. انهيار في الأخلاق، انهيار في الثقافة، انهيار في الاقتصاد.