للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال الحافظ ابن حجر: "عظم البلاء بهم، وتوسَّعوا في معتقدهم الفاسد، فأبطلوا رجم المحصن، وقطعوا يد السارق من الإِبط، وأوجبوا الصّلاة على الحائض في حال حيضِها، وكفَّروا مَنْ ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إن كان قادرًا، وإن لم يكن قادرًا؛ فقد ارتكب كبيرة، وحكم مرتكب الكبيرة عندهم حكم الكافر، وكفُّوا عن أموال أهل الذمَّةِ وعن التعرُّض لهم مطلقًا، وفتكوا فيمن يُنْسَب إلى الإسلام بالقتل والسبي والنهب" (١).

ولا يزال الخوارج يَظْهرون حتّى يدرك آخرهم الدجَّال، ففي الحديث عن ابن عمر أن رسول الله - صلّى الله عليه وسلم -؛ قال: "ينشأ نشءٌ يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيَهُم، كلما خرج قرنٌ؛ قُطِعَ". قال ابن عمر: سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول: "كلما خرج قرنٌ قُطع (أكثر من عشرين مرّة) حتّى يخرج في عراضهم الدجَّال" (٢).

و - موقعة الحرَّة (٣):

ثمّ تتابع وقوع الفتن بعد ذلك، ومن هذه الفتن موقعة الحرَّة المشهورة في عهد يزيد بن معاوية، والتي استُبيحَت فيها مدينة رسول الله صلّى الله عليه وسلم، وقُتِل


(١) "فتح الباري" (١٢/ ٢٨٥).
(٢) "سنن ابن ماجه"، المقدِّمة، باب ذكر الخوارج، (١/ ٦١) (ح ١٧٤)، والحديث حسن.
انظر: "صحيح الجامع الصغير" (٦/ ٣٦٢) (ح ٨٠٢٧) للألباني.
(٣) (الحرَّة): هي الحرة الشرقية، إحدى حرَّتي المدينة، وفيها كانت المعركة بين أهل المدينة وجيش يزيد بن معاوية سنة (٦٣ هـ)، وسببها أن أهل المدينة خلعوا يزيد،=

<<  <   >  >>