للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولهذا فقد اجتهد الحافظ ابن حجر في التوفيق بين الأحاديث المختلفة، فقال: "أقرب ما يُجمع به بين ما تضمَّنه حديث تميم وكون ابن صياد هو الدَّجّال أن الدَّجّال بعينه هو الّذي شاهده تميم موثقًا، وأن ابن صياد شيطانٌ تبدَّى في سورة الدجال في تلك المدة، إلى أن توجّه إلى أصبهان، فاستتر مع قرينه، إلى أن تجيء المدة الّتي قدَّر الله تعالى خروجه فيها، ولشدَّة التباس الأمر في ذلك؛ سلك البخاريّ مسلك الترجيح، فاقتصر على حديث جابر عن عمر في ابن صيّاد، ولم يخرج حديث فاطمة بنت قيس في قصة تميم" (١).

ابن صيَّاد حقيقة لا خرافة:

زعم أبو عبية أن "شخصية ابن صياد خرافة جازت على بعض العقول، فعاشت قصتها في بعض الكتب منسوبة إلى الرسول، والرسول عليه صلوات الله لا يصدر عنه من القول والفعل إِلَّا ما هو لُباب الحق ومُصاصه، ولقد آن الأوان لنأخذ بعين الاعتبار والجد روح الحديث ومعناه، ودلالته ومرماه؛ كما نأخذ سنده وطريقه؛ لتنجو مداركنا الإِسلامية من الشطط والغلط" (٢).

هذا ما قاله الشّيخ أبو عبية في تعليقه على الأحاديث الواردة في ابن صيَّاد!!

ويُرَدُّ عليه بأن الأحاديث الواردة في ابن صياد صحيحة، جاءت بها


(١) "فتح الباري" (١٣/ ٣٢٨).
(٢) "النهاية/ الفتن والملاحم" (١/ ١٠٤)، تحقيق محمَّد أبو عبية.

<<  <   >  >>