للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المبحث الرّابع: إخبار النّبيّ عن الغُيوب المستقبلة

لقد أخبر النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم - بما يكون إلى قيام السّاعة، وذلك ممّا أطلعه الله عليه من الغُيوب المستقْبَلَة، والأحاديث في هذا الباب كثيرة جدًّا، حتّى بلغت حد التواتر المعنوي (١).

فمنها ما رواه حذيفة رضي الله عنه؛ قال: "لقد خطبنا النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم - خطبة ما ترك فيها شيئًا إلى قيام السّاعة إِلَّا ذكره؛ علمه مَنْ علمه، وجهله مَنْ جهله، إن كنتُ لأرى الشيءَ قد نسيتُه، فأعرفُهُ كما يعرِفُ الرَّجلُ الرجلَ إذا غاب عنه فرآه فعرفه" (٢).

وقال رضي الله عنه: "أخبرني رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - بما هو كائن إلى أن


(١) "الشفا بتعريف أحوال المصطفى" (١/ ٦٥٠) للقاضي عياض، تحقيق محمّد أمين قره علي وزملائه، طبع الوكالة العامة للنشر والتوزيع، مؤسسة علوم القرآن، مكتبة الفارابي، دمشق.
(٢) "صحيح البخاريّ"، كتاب القدر، باب وكان أمر الله قدرًا مقدورًا، (١١/ ٤٩٤ - مع الفتح)، و "صحيح مسلم"، كتاب الفتن وأشراط السّاعة، (١٨/ ١٥ - مع شرح النووي).

<<  <   >  >>