للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النفط؛ فإنّه يلزمه على قوله هذا النّهي عن الأخذ من النفط، ولم يقل به أحدٌ (١).

وقد رجَّح الحافظ ابن حجر أن سبب المنع من الأخذ من هذا الذهب لما ينشأ عن أخذه من الفتنة والقتال عليه (٢).

٤٩ - كلام السِّباع والجمادات للإِنس:

ومن أشراط السّاعة كلام السِّباع للإِنس، وكلام الجمادات للإِنسان، وإخبارها بما حدث في غيابه، وتكلُّم بعض أجزاء الإِنسان؛ كالفخذ يخبر الرَّجل بما أحدث أهله بعده.

فقد جاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ قال: جاء ذئبٌ إلى راعي الغنم، فأخذ منها شاةً، فطلبه الراعي حتّى انتزعها منه. قال: فصعد الذئبُ على تلٍّ، فأقعى (٣) واستذفر (٤)، فقال: عمدتَ إلى رزق رزقنيهِ الله عزَّ وجل انتزعته مني. فقال الرَّجل: تالله إن رأيتُ كاليوم ذئبًا يتكلَّم! قال الذئب: أعجبُ من هذا رجلٌ في النَّخلات بين الحَرَّتين


(١) انظر: "إتحاف الجماعة" (١/ ٤٨٩ - ٤٩٠).
(٢) انظر: "فتح الباري" (١٣/ ٨١).
(٣) (أقعى)؛ الإِقعاء: تقول أقعى الكلب إذا جلس على استه. انظر: "ترتيب القاموس" (٣/ ٦٦٣).
(٤) (استذفر): أصلها استثفر، فقلبت الثاء المثلثة ذالًا معجمة. تقول: استثفر الكلب: إذا أدخل ذنبه بين فخذيه حتّى يلزق ببطنه.
انظر: "ترتيب القاموس" (١/ ٤١٠)، و"شرح مسند أحمد" (١٥/ ٢٠٣) لأحمد شاكر.

<<  <   >  >>