للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لعظم غلبة الجهل، وانتشار الفساد بين النَّاس.

١٦ - انتشار الرِّبَا:

ومنها ظُهور الرِّبَا، وانتشاره بين النَّاس، وعدم المبالاة بأكل الحرام، ففي الحديث عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم - أنّه قال: "بين يدي السّاعة يظهر الرِّبا" (١).

وفي "الصّحيح" عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - قال: "ليأتِيَنَّ على النَّاس زمانٌ لا يُبالي المرء بما أخذ المال، أمِن حلالٍ أم من حرامٍ" (٢).

وهذه الأحاديث تنطبق على كثيرٍ من المسلمين في هذا الزمن، فتجدهم لا يتحرَّوْنَ الحلال في المكاسب، بل يجمعون المال من الحلال والحرام، وأغلب ذلك بدخول الرِّبا في معاملات النَّاس، فقد انتشرت المصارف المتعاملة بالرِّبَا، ووقع كثير من النَّاس في هذا البلاء العظيم.

ومن فقه الإمام البخاريّ رحمه الله أنّه أورد حديث أبي هريرة السابق في باب قول الله عزَّ وجلَّ: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً (١٣٠)} [آل عمران: ١٣٠]؛ ليُبَيَّن أن أكل الأضعاف المضاعفة من الرِّبَا يكون بالتوسُّع فيه عند عدم مبالاة النَّاس بطرق جمع المال، وعدم التمييز


(١) رواه الطبراني كما في "الترغيب والترهيب" للمنذري (٣/ ٩)، وقال: "رواته رواة الصّحيح".
(٢) "صحيح البخاريّ"، كتاب البيوع، باب قول الله -عَزَّ وَجَلَّ-: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا (١٣٠)} [آل عمران: ١٣٠] (٤/ ٣١٣ - مع الفتح)، و "سنن النسائي" (٧/ ٢٤٣)، في كتاب البيوع، باب اجتناب الشبهات في الكسب.

<<  <   >  >>