للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحاضر في الأمصار، الغائب عن الأبصار، الّذي يورث العصا، ويختم الفضا، دخل سرداب سامراء طفلًا صغيرًا من أكثر من خمس مئة سنة، فلم تره بعد ذلك عينٌ، ولم يُحَسَّ فيه بخبر ولا أثر، وهم ينتظرونه كلّ يوم!! ويقفون بالخيل على باب السرداب، ويصيحون به أن يخرج إليهم: اخرج يا مولانا! أخرج يا مولانا! ثمَّ يرجِعون بالخيبة والحرمان، فهذا دأبهم ودأبه، ولقد أحسن من قال:

مَا آنَ للسِّرْداب أَنْ يَلِدَ الَّذي ... كَّلَّمْتمُوهُ بجَهْلِكمْ مَا آنَا؟

فَعَلى عُقولِكُمُ العَفاءُ فإِنَّكمْ ... ثَلَّثْتُمُ العَنْقاءَ والغِيْلانَا

ولقد أصبح لهؤلاء عارًا علي بني آدم، وضحكة يسخر منهم كلّ عاقل" (١).

* حديث "لا مهدي إِلَّا عيسى بن مريم" والجواب عنه:

احتجَّ بعض المنكرين لأحاديث المهدي بالحديث الّذي رواه ابن ماجه والحاكم عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - قال: "لا يزداد الأمر إِلَّا شدَّة، ولا الدُّنيا إِلَّا إدبارًا، ولا النَّاس إِلَّا شحًّا، ولا تقومُ السّاعة إِلَّا على شرار النَّاس، ولا المهدي إِلَّا عيسى بن مريم" (٢).


(١) "المنار المنيف" (ص ١٥٢ - ١٥٣).
(٢) "سنن ابن ماجه" (٢/ ١٣٤٠ - ١٣٤١)، و"مستدرك الحاكم" (٤/ ٤٤١ - ٤٤٢)، قال الحاكم: "فذكرت ما انتهى إلى من علة لهذا الحديث تعجُبًا لا محتجًّا به في =

<<  <   >  >>