للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في مستقبل قريبٍ أو بعيدٍ يعلمه الله -عَزَّ وَجَلَّ-، وهو الفتح الصّحيح لها حين يعود المسلمون إلى دينهم الّذي أعرضوا عنه، وأمّا فتح الترك الّذي كان قبل عصرنا هذا؛ فإنّه كان تمهيدًا للفتح الأعظم، ثمّ هي قد خرجت بعد ذلك من أيدي المسلمين، منذ أعلنت حكومتهم هناك أنّها حكومة غير إسلامية وغير دينية، وعاهدت الكفار أعداء الإِسلام، وحكمت أمتها بأحكام القوانين الوثنية الكافرة، وسيعود الفتح الإِسلامي لها إن شاء الله كما بشَّر به رسول الله - صلّى الله عليه وسلم -" (١).

[٥٣ - خروج القحطاني]

في آخر الزّمان يخرج رجلٌ من قحطان، تدين له النَّاس بالطاعة، وتجتمع عليه، وذلك عند تغيُّر الزّمان، ولهذا ذكره الإِمام البخاريّ في باب تغير الزّمان.

روى الإِمام أحمد والشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - قال: "لا تقوم السّاعة حتّى يخرج رجلٌ من قحطان يسوق النَّاس بعصاه" (٢).

قال القرطبي. "قوله: "يسوق النَّاس بعصاه" كنايةٌ عن استقامة


(١) حاشية "عمدة التفسير عن ابن كثير" (٢/ ٢٥٦)، اختصار وتحقيق الشّيخ أحمد شاكر.
(٢) "مسند أحمد" (١٨/ ١٠٣) (ح ٩٣٩٥)، شرح احمد شاكر، أتمه وأكمله د. الحسيني عبد المجيد هاشم. و"صحيح البخاريّ"، كتاب الفتن، باب تغير الزّمان حتّى تُعْبَد الأوثان، (١٣/ ٧٦ - مع الفتح)، و"صحيح مسلم" كتاب الفتن وأشراط السّاعة، (١٨/ ٣٦ - مع شرح النووي).

<<  <   >  >>