للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على إظهار الإِسلام وإعزازه" (١).

ويؤِّيد كون هذا الجيش الّذي يفتح القسطنطينية من بني إسحاق أن جيش الروم يبلغ عددهم قريبًا من ألف ألف، فيقتل بعضهم، ويسلم بعضهم، ويكون مَنْ أسلم مع جيش المسلمين الّذي يفتح القسطنطينية، والله أعلم.

وفتح القسطنطينية بدون قتال لم يقع إلى الآن، وقد روى التّرمذيّ عن أنس بن مالك أنّه قال: "فتح القسطنطينية مع قيام السّاعة".

ثمّ قال التّرمذيّ: "قال محمود - أي: ابن غيلان شيخ التّرمذيّ -: لهذا حديثٌ غريبٌ، والقسطنطينية هي مدينة الروم، تُفتَح عند خروج الدَّجَّال، والقسطنطينية قد فُتِحت في زمان بعض أصحاب النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم -" (٢).

والصّحيح أن القسطنطينية لم تفْتَح في عصر الصّحابة؛ فإن معاوية رضي الله عنه بعث إليها ابنه يزيد في جيش فيهم أبو أيوب الأنصاري، ولم يتمَّ لهم فتحُها، ثمّ حاصرها مسلمةُ بن عبد الملك، ولم تُفْتَح أيضًا، ولكنَّه صالح أهلها على بناء مسجد بها (٣).

وفتح الترك أيضًا للقسطنطينية كان بقتال، ثمّ هي الآن تحت أيدي الكفار، وستفتح فتحًا أخيرًا كما أخبر بذلك الصادق المصدوق - صلّى الله عليه وسلم -.

قال أحمد شاكر: "فتح القسطنطينية المبشَّر به في الحديث سيكون


(١) "شرح النووي لمسلم" (١٨/ ٢١).
(٢) "جامع التّرمذيّ"، باب ما جاء في علامات خروج الدجال، (٦/ ٤٩٨).
(٣) انظر: "النهاية في الفتن والملاحم" (١/ ٦٢)، تحقيق د. طه زيني.

<<  <   >  >>