للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولفظة (الدَّجّال): أصبحت علمًا على المسيح الأعور الكذَّاب، فإذا قيل: الدَّجّال؛ فلا يتبادر إلى الذهن غيره.

وسمي الدَّجَّال دجالًا: لأنّه يغطي الحق بالباطل، أو لأنّه يغطي على النَّاس كفرَه بكذبه وتمويهه وتلبيسه عليهم، وقيل: لأنّه يغطي الأمر بكثرة جموعه (١). والله أعلم.

* صفة الدَّجّال والأحاديث الواردة في ذلك:

الدَّجّال رجلٌ من بني آدم، له صفاتٌ كثيرةٌ جاءت بها الأحاديث؛ لتعريف النَّاس به، وتحذيرهم من شره، حتّى إذا خرج؛ عرفه المؤمنون، فلا يفتنون به، بل يكونون على علم بصفاته الّتي أخبر بها الصادق - صلّى الله عليه وسلم -، وهذه الصفات تميِّزه عن غيره من النَّاس، فلا يغترَّ به إِلَّا الجاهل الّذي سبقت عليه الشِّقوة، نسأل الله العافية.

ومن هذه الصفات أنّه رجلٌ، شابٌّ، أحمر، قصيرٌ، أفحجُ، جعد الرّأس، أجلى الجبهة، عريض النَّحر، ممسوح العين اليمنى، وهذه العين ليست بناتئة (٢)، ولا جحراء (٣)؛ كأنّها عنبة طافئة، وعينه اليسرى عليها


(١) "لسان العرب" (١١/ ٢٣٦ - ٢٣٧)، و"ترتيب القاموس" (٢/ ١٥٢).
(٢) (ناتئة): مأخوذة من النتوء، وهو الارتفاع والانتفاخ؛ أي: أن عينه ليست بارزة.
انظر: "ترتيب القاموس" (٤/ ٣١٨)، و"عون المعبود" (١١/ ٤٤٤).
(٣) (جحراء): بفتح الجيم وسكون الحاء؛ أي: ليست غائرة منجحرة في نقرتها. وقال الأزهري: "هي بالخاء المعجمة"، وأنكر الحاء.
انظر: "لسان العرب" (٤/ ١١٨)، و"عون المعبود" (١١/ ٤٤٤).

<<  <   >  >>