للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذا قد وقع في زمن الصّحابة رضي الله عنهم، وذلك حينما عمَّ الإِسلامُ والعدلُ البلادَ الّتي فتحها المسلمون.

ويؤِّيدُهُ ما تقدَّم في حديث عديٍّ رضي الله عنه حين قال له النبيُّ - صلّى الله عليه وسلم -: "يا عَدِيُّ! هل رأيت الحيرة؟ ". قلتُ: لم أرها، وقد أُنْبِئْتُ عنها. قال: "فإن طالتْ بك حياةٌ لَتَرَيَنَّ الظعينة ترتحل من الحيرة حتّى تطوف بالكعبة؛ لا تخاف إِلَّا الله ... " (١).

وسيكون ذلك في زمن المهدي وعيسى -عليه السّلام- حينما يعمُّ العدلُ مكان الجور والظلم.

٩ - ظُهورُ نارِ الحجازِ:

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - قال: "لا تقومُ الساعةُ حتّى تخرجَ نارٌ من أرض الحجازة تُضيءُ أعناقَ الإِبلِ ببصرى (٢) " (٣).

وقد ظهرت هذه النّار في منتصف القرن السابع الهجري في عام أربع وخمسين وست مئة، وكانت نارًا عظيمة، أفاض العلماء ممَّن عاصر ظهورها ومَن بعدَهم في وصفها.


(١) تقدّم تخريجه.
(٢) (بصرى)؛ بضم الباء، آخرها ألف مقصورة: مدينة معروفة بالشام، ويقال لها: حوران، وبينها وبين دمشق ثلاث مراحل.
انظر: "معجم البلدان" (١/ ٤٤١)، و"شرح النووي لمسلم" (١٨/ ٣٠)، و "فتح الباري" (١٣/ ٨٠).
(٣) "صحيح البخاريّ"، كتاب الفتق، باب خروج النّار، (١٣/ ٧٨ - مع الفتح)،
و"صحيح مسلم"، كتاب الفتن وأشراط السّاعة، (١٨/ ٣٠ - مع شرح النووي).

<<  <   >  >>