للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الآية، وأنها تخرج آخر الزّمان، ووردت آثار أخرى في صفتها لم تنسب إلى رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - المبلِّغ عن ربه، والمبين آيات كتابه، فلا علينا أن ندعها، ولكن بعض أهل عصرنا، من المنتسبين للإِسلام، الذين فشا فيهم المنكر من القول والباطل من الرأي، الذين لا يريدون أن يؤمنوا بالغيب، ولا يريدون إِلَّا أن يقفوا عند حدود المادة الّتي رسمها لهم معلِّموهم وقدوتُهم؛ ملحدو أوروبا الوثنيون الإِباحيون، المتحلِّلون من كلّ خلق ودين، هؤلاء لا يستطيعون أن يؤمنوا بما نؤمن به، ولا يستطيعون أن ينكروا إنكارًا صريحًا، فيجمجمون (١)، ويحاورون، ويداورون، ثمّ يتأوَّلون، فيخرجون بالكلام عن معناه الوضعي الصّحيح للألفاظ في لغة العرب، يجعلونه أشبه بالرموز؛ لما وقر في أنفسهم من الإِنكار الّذي يبطنون" (٢).

* مكان خروج الدَّابَّة:

اختلفت الأقوال في تعبين مكان خروج الدَّابَّة، فمنها:

١ - أنها تخرج من مكّة المكرَّمة من أعظم المساجد.

ويؤيد هذا القول ما رواه الطبراني في "الأوسط" عن حذيفة بن أسيد - أراه رفعه -؛ قال: "تخرج الدَّابَّة من أعظم المساجد، فبينا هم إذ دبَّت الأرض، فبينا هم كذلك إذ تصدَّعت" (٣).


(١) (الجمجمة): هو أن لا يبين كلامه. انظر: "ترتيب القاموس المحيط" (١/ ٥٣٣).
(٢) شرح أحمد شاكر لـ "مسند أحمد" (١٥/ ٨٢).
(٣) "مجمع الزوائد" (٨/ ٧ - ٨).

<<  <   >  >>