للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

* فتنة الدَّجَّال:

فتنة الدَّجَّال أعظم الفتن منذ خلق الله آدم إلى قيام السّاعة، وذلك بسبب ما يخلق الله معه من الخوارق العظيمة الّتي تبهر العقول، وتحيِّر الألباب.

فقد ورد أن معه جنَّةً ونارًا، وجنَّتُه نارٌ، ونارُه جنَةٌ، وأن معه أنّهار الماء، وجبال الخبز، ويأمر السَّماء أن تمطر فتمطر، والأرض أن تُنْبِت فتنبت، وتتبعه كنوز الأرض، ويقطع الأرض بسرعة عظيمة؛ كسرعة الغيث استدبرته الريح ... إلى غير ذلك من الخوارق.

وكل ذلك جاءت به الأحاديث الصحيحة:

فمنها ما رواه الإِمام مسلم عن حذيفة رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم -: "الدَّجَّالُ أعورُ العين اليسرى، جفال الشعر، معه جنَّةٌ ونارٌ، فناره جنَّة، وجنَّتُه نارٌ" (١).

ولمسلم أيضًا عن حذيفة رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم -: "لأنا أعلم بما مع الدَّجَّال منه، معه نهران يجريان، أحدهما رأي العين ماءٌ أبيض، والآخر رأي العين نارٌ تأجَّج، فإمَّا أدركن أحدٌ؛ فليأت النهر الّذي يراه نارًا، وليغمض، ثمَّ ليطأطئ رأسه، فيشرب منه؛ فإنَّه ماءٌ باردٌ" (٢).


(١) "صحيح مسلم"، كتاب الفتن وأشراط السّاعة، باب ذكر الدجَّال، (١٨/ ٦٠ - ٦١ - مع شرح النووي).
(٢) "صحيح مسلم"، كتاب الفتن وأشراط السّاعة، باب ذكر الدجَّال، (١٨/ ٦١ - مع شرح النووي).

<<  <   >  >>