للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال النووي: "خرجتْ في زماننا نارٌ بالمدينة سنة أربع وخمسين وست مئة، وكانت نارًا عظيمة جدًّا، من جنب المدينة الشرقي وراء الحرة، وتواتَرَ العلم بها عند جميع الشّام وسائر البلدان، وأخبرني مَنْ حضرها من أهل المدينة" (١).

ونقل ابن كثير أن غير واحدٍ من الإعراب ممَّن كان بحاضرة بصرى شاهدوا أعناقَ الإِبل في ضوء هذه النّار الّتي ظهرت من أرض الحجاز (٢).

وذكر القرطبي ظهورَ هذه النّار، وأفاض في وصفها في كتابه "التذكرة" (٣)، فذكر أنّها رُئِيت من مكّة ومن جبال بصرى.

وقال ابن حجر: "والذي ظهر لي أن النّار المذكورة ... هي الّتي ظهرتْ بنواحي المدينة؛ كما فهمه القرطبي وغيرُه" (٤).

وهذه النّار ليست هي النّار الّتي تخرُجُ في آخر الزّمان، تحشُرُ النَّاس إلى محشَرِهم (٥)؛ كما سيأتي في الكلام عليها في الأشراط الكبرى.

١٠ - قِتالُ التُّركِ (٦):

روى مسلمٌ عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - قال: "لا


(١) "شرح النووي لمسلم" (١٨/ ٢٨).
(٢) انظر: "النهاية/ الفتن والملاحم" (١/ ١٤) تحقيق د. طه زيني، وانظر: "البداية والنهاية" (١٣/ ١٨٧ - ١٩٣).
(٣) انظر: "التذكرة" (ص ٦٣٦).
(٤) "فتح الباري" (١٣/ ٧٩).
(٥) انظر: "شرح النووي لمسلم" (١٨/ ٢٨)، و"الإِذاعة" (ص ٨٥).
(٦) الترك: للعلّماء عدة أقوال في أصلهم، منها:

<<  <   >  >>