للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بعدي خسفٌ بالمشرق، وخسفٌ بالمغرب، وخسفٌ في جزيرة العرب". قلت: يا رسول الله! أَيُخْسَفُ بالأرض وفيها الصالحون؟ قال لها رسول الله - صلّى الله عليه وسلم -: "إذا أكثر أهلها الخبث" (١).

* هل وقعت هذه الخسوفات؟

وهذه الخسوفات الثّلاثة لم تقع بعدُ؛ كغيرها من الأشراط الكبرى الّتي لم يظهر شيءٌ منها، وإن كان بعض العلماء يرى أنّها قد وقعت كما ذهب إلى ذلك الشريف البرزنجي (٢)، ولكنَّ الصّحيح انه لم يحدث شيء منها إلى الآن، وإنّما وقع بعض الخسوفات في أماكن متفرِّقة، وفي أزمان متباعدة، وذلك من أشراط السّاعة الصغرى.

أمّا هذه الخسوفات الثّلاثة، فتكون عظيمة وعامة لأماكن كثيرة من الأرض في مشارقها ومغاربها وفي جزيرة العرب.

قال ابن حجر: "وقد وجد الخسف في مواضع، ولكن يحتمل أن يكون المراد بالخسوف الثّلاثة قدرًا زائدًا على ما وُجد، كأن يكون أعظم منه مكانًا أو قدرًا" (٣).

ويؤيد هذا ما جاء في الحديث أنّها إنّما تقع إذا كَثُر الخبث في النَّاس، وفشت فيهم المعاصي. والله أعلم.


(١) رواه الطبراني في "الأوسط"؛ كما قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٨/ ١١)، وقال: "في الصّحيح بعضه، وفيه حكيم بن نافع، وثَّقه ابن معين، وضعفه غيره، وبقية رجاله ثقات".
(٢) انظر: "الإِشاعة" (٤٩).
(٣) "فتح الباري" (١٣/ ٨٤).

<<  <   >  >>