للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

واختار القاضي عياض لهذا الجواب (١).

٣ - وهناك جواب ثالث ذكره الحافظ ابن حجر، وهو أن ابن صياد لم يصرِّح بدعوى النبوة، وإنّما أوهم أنّه يدَّعي الرسالة، ولا يلزم من دعوى الرسالة دعوى النبوَّة؛ قال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ} [مريم: ٨٣] (٢).

* مكان خروج الدَّجّال:

يخرج الدجّال من جهة المشرق؛ من خراسان (٣)، من يهودية أصبهان (٤)، ثمَّ يسير في الأرض، فلا يترك بلدًا إِلَّا دخله؛ إِلَّا مكّة والمدينة، فلا يستطيع دخولهما؛ لأنَّ الملائكة تحرسهما.

ففي حديث فاطمة بنت قيس السابق أن النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم - قال في الدَّجّال: "ألَّا إنّه في بحر الشّام، أو بحر اليمن، لا بل من قِبَل المشرق ما هو، من


(١) "شرح النوويّ لمسلم" (١٨/ ٤٨).
(٢) "فتح الباري" (٦/ ١٧٤).
(٣) (خراسان): بلاد واسعة في جهة المشرق، وتشتمل على عدة بلدان؛ منها: نيسابور، وهراة، ومرو، وبلخ، وما يتخلل ذلك من المدن دون نهر جيحون.
انظر: "معجم البلدان" (٢/ ٣٥٠).
(٤) (أصبهان): قال ياقوت: "مدينة أصبهان بالموضع المعروف بـ (جي)، وهو الآن يعرف بـ (شهرستان)، وبـ (المدينة)، فلما سار بختنصر وأخذ بيت المقدس وسبى أهلها؛ حمل معه يهودها، وأنزلها أصبهان، فبنوا لهم في طرف مدينة جي محلة، ونزلوها، وسميت اليهودية ... فمدينة أصبهان اليوم هي اليهودية".
"معجم البلدان" (١/ ٢٠٨).

<<  <   >  >>