للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقد تقاربت الأسواق من ثلاثة أوجه:

الأوّل: سرعة العلم بما يكون فيها من زيادة السعر ونقصانه.

الثّاني: سرعة السير من سوق إلى سوق، ولو كانت مسافة الطريق بعيدة جدًّا.

الثالث: مقارَبة بعضها بعضًا في الأسعار، واقتداء بعض أهلها ببعض في الزيادة والنقصان، والله أعلم" (١).

[٢٥ - ظهور الشرك في هذه الأمة]

هذا من العلّامات الّتي ظهرت، وهي في ازدياد، فقد وقع الشرك في هذه الأمة، ولحقت قبائل منها بالمشركين، وعبدوا الأوثان، وبنوا المشاهد على القبور، وعبدوها من دون الله، وقصدوها للتبرُّك والتَقبيل والتعظيم، وقدَّموا لها النُّذور، وأقاموا لها الأعياد، وكثيرٌ منها بمنزلة اللات والعزَّى ومناة أو أعظم شركًا.

روى أبو داود والترمذي عيب ثوبان رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم -: "إذا وُضِعَ السيف في أُمَتي، لم يُرْفَع عنها إلى يوم القيامة، ولا تقوم السّاعة حتّى تلحق قبائل من أُمَّتي بالمشركين، وحتى تعبدَ قبائلُ من أمتي الأوثان" (٢).


(١) "إتحاف الجماعة" (١/ ٤٩٨ - ٤٩٩).
(٢) "سنن أبي دأود" (١١/ ٣٢٢ - ٣٢٤ - مع عون المعبود)، و"جامع التّرمذيّ" (٦/ ٤٦٦). وقال الترمذفى: "هذا حديث صحيح".
وصححه الألباني في "صحيح الجاء الصغير" (٦/ ١٧٤) (ح ٧٢٩٥).

<<  <   >  >>