للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وروى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم -: "لا تقومُ السّاعة حتّى تضطرِبَ ألياتُ (١) نساء دَوْس حول ذي الخَلَصة" (٢).


(١) (أليات): جمع الألية، والمراد بها هي هنا أعجازهن؛ أي أن أعجازهن تضطرب في أطرافهن كما كن يفعلن في الجاهلية.
انظر: "النهاية في غريب الحديث" (١/ ٦٤).
(٢) (الخَلَصة)، بفتح الخاء المعجمة واللام بعدها مهملة، وهذا هو الأشهر في ضبطها، والخلصة نبات له حب أحمر؛ كخرز العقيق.
و (ذو الخلصة): أسم للبيت الّذي كان فيه الصنم. وقيل: أسم البيت: الخلصة، واسم الصنم: ذو الخلصة.
و (ذو الخلصة): اسم لصنمين كلّ منهما يدعى ذا الخلصة، أحدهما لدوس، والثّاني لخثعم وغيرهم من العرب.
فأمّا صنم دوس؛ فهو المراد في هذا الحديث، ولا يزال مكان لهذا الصنم معروفًا إلى الان في بلاد زهران (جنوب الطائف)، في مكان يقال له: (ثروق) من بلاد دوس، ويقع ذو الخلصة قريبًا من قرية تسمى (رمس) بفتح الرأء والميم، ووإن ذو الخلصة يقع فوق تل صخري مرتفع يحده من الشرق شعب ذى الخلصة ومن الغرب تهامة، ولا يزال على هذا التل بعض الصخور الكبيرة المستعملة في البناء، وهي تدل على أنّه كان يوجد في ذلك المكان بناء قوي.
أنظر: "فتح الباري" (٨/ ٧١)، و"كتاب في سراة غامد وزهران" (٣٣٦ - ٣٤٠) لحمد الجاسر.
وأمّا صنم خثعم، فيسمى أيضًا ذا الخلصة، وهو بيت بنته قبيلتان من العرب هما: خثعم وبجيلة يضاهئون به الكعبة، وقد أرسل النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم - جرير بن عبد الله البجلي في مئة وخمسين فارسًا، فهدمو، وأحرقوه.
وقصة هدمه رواها الإِمام البخاريّ في "صحيحه" (٨/ ٧٠ - ٧١ - مع الفتح)، في =

<<  <   >  >>