للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

و (ذو الخلصة): طاغية دَوْس الّتي كانوا يعبدون في الجاهليَّة (١).

وقد وقع ما أخبر به النبيُّ - صلّى الله عليه وسلم - في هذا الحديث، فإن قبيلة دوسٍ وما حولها من العرب قد افتتنوا بذي الخَلَصة عندما عاد الجهل إلى تلك البلاد، فأعادوا سيرتها الأولى، وعبدوها من دون الله، حتّى قام الشّيخ محمّد بن عبد الوهاب رحمه الله بالدعوة إلى التّوحيد، وجدَّد ما اندرس من الدين، وعاد الإِسلام إلى جزيرة العرب، فقام الإِمام عبد العزيز بن محمّد بن سعود رحمه الله، وبعث جماعة من الدُّعاة إلى ذي الخَلَصة، فخربوها، وهدَّموا بعض بنائها، ولما انتهى حكم آل سعود على الحجاز في تلك الفترة، عاد الجهال إلى عبادتها مرّة أخرى، ثمّ لما استولى الملك عبد العزيز بن عبد الرّحمن آل سعود رحمه الله على الحجاز؛ أمر عامله عليها، فأرسل جماعةً من جيشه، فهدموها، وأزالوا أثرها، ولله الحمد والمنة (٢).

ولا يزال هناك صورٌ من الشرك في بعض البلدان، وصدق الرسول - صلّى الله عليه وسلم -


= كتاب المغازي، باب غزوة ذي الخلصة.
وصنم خثعم يقع في تبالة بين مكّة واليمن على مسيرة سبع ليال من مكّة، وقد بنى في مكانه مسجد جامع لبلدة يقال لها العبلات من أرض خثعم.
انظر: "معجم البلدان" (٤/ ٨٠)، و"كتاب في سراة غامد وزهران" (ص ٣٤٣ - ٣٤٤)، منشورات دار اليمامة، الرياض، عام (١٣٩١ هـ).
(١) "صحيح البخاريّ"، كتاب الفتن، باب تغير الزّمان حتّى تعبد الأوثان، (١٣/ ٧٦ - مع الفتح) (ح ٧١١٦)، و"صحيح مسلم"، كتاب الفتن وأشراط السّاعة، (١٨/ ٣٢ - ٣٣ - بشرح النووي).
(٢) انظر: "إتحاف الجماعة" (١/ ٥٢٢ - ٥٣٣)، و "سراة غامد وزهران" (ص ٣٤٧ - ٣٤٩).

<<  <   >  >>