المبحث الأوّل: أهميَّة الإِيمان باليوم الآخر وأثره على سلوك الإِنسان
الإِيمان باليوم الآخر ركنٌ من أركان الإِيمان، وعقيدةٌ من عقائد الإسلام الأساسية، فإن قضية البعث في الدَّار الآخرة هي الّتي يقوم عليها بناء العقيدة بعد قضية وحدانية الله تعالى.
والإِيمان بما في اليوم الآخر وعلاماته من الإِيمان بالغيب الّذي لا يدركه العقل، ولا سبيل لمعرفته؛ إِلَّا بالنص عن طريق الوحي.
ولأهمِّية هذا اليوم العظيم؛ نجد أن الله تعالى كثيرًا ما يربط الإِيمان به بالإِيمان باليوم الآخر؛ كما قال تعالى: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ (١٧٧)} [البقرة: ١٧٧]، وكقوله تعالى: {ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ (٢)} [الطّلاق: ٢] ... إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة.
وقلَّ أن تمرَّ على صفحة من القرآن؛ إِلَّا وتجد فيها حديثًا عن اليوم الآخر، وما فيه من ثواب وعقاب.
والحياة في التصوُّر الإِسلامي ليست هي الحياة الدُّنيا القصيرة المحدودة، وليست هي عمر الإِنسان القصير المحدود.