للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٦ - ظُهور الفتن:

الفتن: جمع فتنة، وهي الابتلاء والامتحان والاختبار، ثمّ كثُرَ استعمالها فيما أخرجه الاختبار للمكروه، ثمّ أُطلِقت على كلّ مكروهٍ أو آيِلٍ إليه؛ كالإِثم، والكفر، والقتل، والتَّحريق، وغير ذلك من الأمور المكروهة (١).

وقد أخبر النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم - أن من أشراط السّاعة ظهور الفتن العظيمة الّتي يلتبس فيها الحق بالباطل، فتزلزل الإِيمان، حتّى يصبح الرَّجل مؤمنًا ويمسي كافرًا، ويمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا، كلما ظهرت فتنةٌ؛ قال المؤمّن: هذه مُهْلِكَتي. ثمّ تنكشف، ويظهر غيرها، فيقول: هذه، هذه. ولا تزال الفتن تظهرُ في النَّاس إلى أن تقوم السّاعة.

ففي الحديث عن أبي موسى الأشعريِّ رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم -: "إن بين يدي السّاعة فتنًا كقطع اللّيل المظلم، يصبح الرَّجل فيها مؤمنًا ويمسي كافرًا، ويمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا، القاعد فيها خيرٌ من القائم، والقائمُ فيها خيرٌ من الماشي، والماشي فيها خيرٌ من الساير، فكسِّروا قسِّيكُم، وقطِّعوا أوتارَكُم، واضْرِبوا بسيوفِكُمُ الحِجارَةَ؛ فإن دُخِل على أحدِكُم؛ فليَكُنْ كخيرِ ابني آدم".

رواه الإمام أحمد، وأبو داود، وابن ماجه، والحاكم في "المستدرك" (٢).


(١) انظر: "لسان العرب" (١٣/ ٣١٧ - ٣٢١)، و "النهاية" (٣/ ٤١٠ - ٤١١)، و"فتح الباري" (١٣/ ٣).
(٢) "مسند الإمام أحمد" (٤/ ٤٠٨ - بهامشه منتخب كنز العمال)، و"سنن أبي =

<<  <   >  >>