للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

دجال - أهون على الله من أن يسلِّطه على خلقه، ويمدَّه بهذه الأسلحة الخطيرة الفتاكة المزلزِلة للعقيدة وللدين في قلوب أكثر العالمين" (١).

والرد على هؤلاء يتلخَّص في الآتي:

١ - أن الأحاديث الواردة في ذكر خوارق الدَّجَّال ثابتة وصحيحة، لا يجوز ردُّها أو تأويلها؛ لما ذُكر من شبه، وليس فيها اضطراب، ولا بينها تعارُض.

وما استشهد به رشيد رضا من أن حديث المغيرة الّذي في الصحيحين يعارض أحاديث الدَّجَّال، فيجاب عنه بأن معنى قول النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم -: "هو أهون على الله من ذلك أي: أهون من أن يجعل ما يخلقه على يدي الدَّجّال من الخوارق مضلًّا للمؤمنين، ومشكِّكًا لقلوب المؤمنين، بل ليزداد الذين آمنوا إيمانًا، ويرتاب الّذي في قلوبهم مرضٌ، فهو مثل قول الّذي يقتله الدَّجَّال: "ما كنتُ أشدَّ بصيرةً مني فيك اليوم وليس المراد من قوله: "هو أهون على الله من ذلك" أنّه ليس شيءٌ من ذلك معه، بل المراد أهون من أن يجعلَ شيئًا من ذلك آية على صدقه، ولا سيما وقد جعل فيه آية ظاهرة تدلُّ على كذبه وكفره، يقرؤها كلّ مسلم كاتب وغير كاتب، زائدة على شواهد كذبه من حدثه ونقصه (٢)؛ كما مر في الكلام على صفته.

٢ - لو سلمنا أن الحديث على ظاهره؛ فيكون قول النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم - له ذلك


(١) "النهاية/ الفتن والملاحم" (١/ ١١٨)، تحقيق محمَّد أبو عبية.
(٢) انظر: "شرح صحيح مسلم" للنووي (١٨/ ٧٤)، و"فتح الباري" (١٣/ ٩٣).

<<  <   >  >>