للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٣ - فتح بيت المقدس]

ومن أشراط السّاعة فتح بيت المقدس، فقد جاء في حديث عوف بن مالك رضي الله عنه أنّه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: "اعدُدْ ستًّا بين يدي السّاعة: ... (فذكر منها:) فتح بيت المقدس" (١).

ففي عهد عمر بن الخطّاب رضي الله عنه تَمَّ فتح بيت المقدس سنة ست عشرة من الهجرة؛ كما ذهب إلى ذلك أئمَّة السِّيَر، فقد ذهب عمر رضي الله عنه بنفسه، وصالح أهلها، وفتحها، وطهَّرها من اليهود والنصارى، وبنى بها مسجدًا في قبلة بيت المقدس (٢).

وروى الإمام أحمدُ من طريق عُبيد بن آدم؛ قال: "سمعتُ عمر بن الخطّاب يقول لكعب الأحبار (٣): أين ترى أن أصلّي؟ فقال: إن أخذتَ عني؛ صلّيتَ خلف الصخرة، فكانت القدس كلها بين يديك. فقال عمر: ضاهيت اليهوديَّة، لا، ولكن أصلّي حيث صلّى رسول الله - صلّى الله عليه وسلم -، فتقدَّم إلى القبلة، فصلَّى، ثمّ جاء، فبسطَ رداءَه، فكنس الكناسة في ردائه، وكنس النَّاس" (٤).


(١) رواه البخاريّ، وتقدم تخربجه قريبًا.
(٢) انظر: "البداية والنهاية" (٧/ ٥٥ - ٥٧).
(٣) هو كعب بن ماتع الحميري، من أوعية العلم، ومن كبار علماء أهل الكتاب، أسلم في زمن أبي بكر الصديق، وقدم المدينة زمن عمر، ثمّ سكن الشّام، ومات في خلافة عثمان رضي الله عنه وقد جاوز المئة، وكان كثير الرِّواية للإِسرائيليات، وقسمٌ كبيرٌ منها لا يصحُّ السند به إليه، وليس له في البخاريّ رواية، وفي مسلم رواية لأبي هريرة عنه.
انظر: "تقريب التهذيب" (٢/ ١٣٥)، و "تهذيب التهذيب" (٨/ ٤٣٨ - ٤٤٠)، و "تذكرة الحفاظ" (١/ ٥٢).
(٤) "مسند الإمام أحمد" (١/ ٢٦٨ - ٢٦٩) (ح ٢٦١)، تحقيق أحمد شاكر =

<<  <   >  >>